تعتبر سورة الفاتحة من أعظم صور القرآن الكريم، ولها العديد من الأسماء، وفي هذا الصدد نعرض لكم في هذا المقال تفسير سورة الفاتحة لابن كثير ؛ فتابعونا في السطور التالية لتتعرفوا عليه.
تفسير سورة الفاتحة لابن كثير
- الحمد لله: أي الشكر الخالص لله تعالى، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
الحمد لله كلمة كل شاكر، وقال ابن جرير رحمه الله: الحمد لله ثناء أثنى به سبحانه
على نفسه، وأمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا الحمد لله،
وقال عمر لعلي رضي الله عنهما: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر، قد عرفناها،
فما الحمد لله؟، قال علي: كلمة أحبها الله تعالى لنفسه، ورضيها لنفسه، وأحب أن تقال. - رب: أي المالك المتصرف.
- العالمين: هو كل موجود سوى الله عز وجل.
- الرحمن الرحيم: قال (القرطبي) رحمه الله: إنم وصف نفسه بالرحمن الرحيم
بعد قوله رب العالمين؛ ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب، كما قال تعالى:
“نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)” (سورة الحجر)، وفي (صحيح مسلم): قال صلى الله عليه وسلم: “لو يعلم المؤمن ما
عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة،
ما قنط من جنته أحد”. - مالك: مالك من الملك.
- يوم الدين: يوم القيامة وهو يوم الحساب.
- إياك نعبد وإياك نستعين: العبادة في الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة
والخضوع والخوف. - اهدنا: الهداية هي الإرشاد والتوفيق.
- الصراط المستقيم: الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
- صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين: قال ابن عباس
رضي الله عنه:
صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك وأنبيائك والصديقين
والشهداء والصالحين،
وقال زيد بن أسلم رحمه الله: هم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه.
وبعدما عرضنا لكم تفسير سورة الفاتحة لابن كثير.. تابعونا في السطور التالية لنعرض لكم أيضًا عجائب سورة الفاتحة في الشفاء.. يمكنكم كذلك معرفة: فوائد قراءة الفاتحة سبع مرات للشفاء
عجائب سورة الفاتحة في الشفاء
- من عجائب سورة الفاتحة في الشفاء أنها تتضمن جميع الأمراض؛ ﻓﻔﻲ
اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﺘﻮﻛﻞ اﻟﻨﺎﺟﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ:
«ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻣﺮﻭا ﺑﺤﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺏ،
ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻀﻴﻔﻮﻫﻢ، ﻓﻠﺪﻍ ﺳﻴﺪ اﻟﺤﻲ، ﻓﺄﺗﻮﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮا:
ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﺭﻗﻴﺔ، ﺃﻭ ﻫﻞ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭاﻕ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻘﺮﻭﻧﺎ، ﻓﻼ ﻧﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﻟﻨﺎ ﺟﻌﻼ، ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻴﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ، ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻡ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﺔ، ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻻ ﺗﻌﺠﻠﻮا ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-، ﻓﺄﺗﻴﻨﺎﻩ، ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ
ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ؟ ﻛﻠﻮا، ﻭاﺿﺮﺑﻮا ﻟﻲ ﻣﻌﻜﻢ ﺑﺴﻬﻢ» -
قال ابن القيم في مدارج السالكين في بَيَانِ اشْتِمَالِ
الْفَاتِحَةِ عَلَى الْشِفَاءَيْنِ شِفَاءِ الْقُلُوبِ وَشِفَاءِ الْأَبْدَانِ: - (كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ- يَقُولُ:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، تَدْفَعُ الرِّيَاءَ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، تَدْفَعُ الْكِبْرِيَاء، فَإِذَا عُوفِيَ مِنْ مَرَضِ
الرِّيَاءِ بِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وَمِنْ مَرَضِ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعُجْبِ بِ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وَمِنْ مَرَضِ
الضَّلَالِ وَالْجَهْلِ بِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} عُوفِيَ مِنْ أَمْرَاضِهِ وَأَسْقَامِهِ، وَرَفَلَ
فِي أَثْوَابِ الْعَافِيَةِ، وَتَمَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ، وَكَانَ مِنَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَهُمْ أَهْلُ فَسَادِ الْقَصْدِ، الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَعَدَلُوا عَنْهُ، وَالضَّالِّينَ وَهُمْ
أَهْلُ فَسَادِ الْعِلْمِ، الَّذِينَ جَهِلُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، وَحُقَّ لِسُورَةٍ تَشْتَمِلُ عَلَى
هَذَيْنِ الْشِفَاءَيْنِ، أَنْ يُسْتَشْفَى بِهَا مِنْ كُلِّ مَرَضٍ، وَلِهَذَا لَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَى
هَذَا الشِّفَاءِ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْشِفَاءَيْنِ، كَانَ حُصُولُ الشِّفَاءِ الْأَدْنَى بِهَا أَوْلَى، كَمَا سَنُبَيِّنُهُ، فَلَا شَيْءَ أَشَفَى لِلْقُلُوبِ الَّتِي عَقَلَتْ عَنِ اللَّهِ وَكَلَامِهِ، وَفَهِمَتْ عَنْهُ
فَهْمًا خَاصًّا، اخْتَصَّهَا بِهِ مِنْ مَعْنَى هَذِهِ السُّورَةِ).
وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وعرضنا لكم تفسير سورة الفاتحة لابن كثير.. آملين أن نكون قد قدمنا لكم ما تبحثون عنه، ووجدتم أجوبة لكل سؤال تريدون معرفته.. إذا رغبتم في معرفة شيء آخر شاركونا إياه في التعليقات في الأسفل لنعرضه لكم فيما بعد.. يمكنكم كذلك معرفة المزيد عن: سورة الفاتحه