Edit Content

حكم لعب الأطفال في المسجد

أوضح أهل العلم أن تعظيم المساجد ورعاية حرمتها وتنزيهها عن كل ما لا يليق بها  أمر واجب على كل مسلم،
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم حكم لعب الأطفال في المسجد.

حكم لعب الأطفال في المسجد

  • قال الله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ. { النور: 36 }.
    وبناء على تلك الآية قال القاسمي: قال السيوطي في الإكليل: في هذه الآية الأمر بتعظيم المساجد وتنزيهها عن اللغو والقاذورات وفيها استحباب ذكر الله والصلاة في المساجد.
  • كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجوب احترام المساجد وتعظيمها،
    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بعدم التشويش على المصلين ولو بقراءة القرآن،
    فكيف بالتشويش عليه باللعب المنافي لتعظيم المسجد؟.
  • وقد أوضح أهل العلم أن ما استدل به الكثير من الأشخاص من قصة لعب الحبشة في المسجد،
    فالدليل صحيح، والاستدلال غير صحيح، فإن العلماء ـ رحمهم الله ـ اختلفوا في الوجه الذي يحمل عليه هذا الحديث ليجمع بينه وبين الأدلة الدالة على صيانة المساجد فمنهم من ذهب إلى أن هذا الحديث منسوخ.
  • بينما قال البعض الآخر: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أذن لهم في اللعب تأليفا لقلوبهم على الإسلام،
    فإن ذلك إنما نقل من فعل الأحباش في يوم عيد ولم يفعله كبار الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فدل على أن الرخصة فيه ليست عامة.
  • بالإضافة لذلك فمنهم من قال أيضًا: إن لعبهم كان في رحبة المسجد وأطلق لعبهم في المسجد على جهة المجاز.
  • وقال كثير منهم إنه إنما أذن لهم في ذلك لما في لعبهم بالحراب من التقوي على أمر الجهاد
    فهو من الامتثال لقوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ.{ الأنفال: 60 }.
  • ونستوضح من ذلك أن لعبهم لم يكن مجرد لعبًا، وإنما هو لعب لتحقيق مقصود شرعي
    وهو التقوي والتمرن على أمر الجهاد.
  • وفي جميع الأحوال، فإن لعبهم لم يكن ـ قطعا ـ في وقت الصلاة،
    وبالتالي فليس فيه دليل على جواز اللعب الذي يترتب عليه تشويش على المصلين.

جنبوا صبيانكم المساجد

  • قال الحافظ في الفتح: قوله: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد. فيه جواز ذلك في المسجد، وحكى ابن التين عن أبي الحسن اللخمي: أن اللعب بالحراب في المسجد منسوخ بالقرآن والسنة: أما القرآن فقوله تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع. وأما السنة فحديث: جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم. وتعقب بأن الحديث ضعيف وليس فيه ولا في الآية تصريح بما ادعاه، ولا عرف التاريخ فيثبت النسخ.
  • بالإضافة لذلك فقد حكى بعض المالكية عن مالك: أن لعبهم كان خارج المسجد وكانت عائشة في المسجد،
    وهذا لا يثبت عن مالك، فإنه خلاف ما صرح به في طرق هذا الحديث،
    وفي بعضها أن عمر أنكر عليهم لعبهم في المسجد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: دعهم.
    واللعب بالحراب ليس لعبا مجردا، بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو.
  • كما قال المهلب: المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه. 
  • وقال القاري في المرقاة: والحبشة يلعبون ـ الجملة حالية، بالحراب بكسر الحاء ـ جمع الحربة
    وهي: رمح قصير في المسجد، أي في رحبة المسجد المتصلة به وكانت تنظر إليهم من باب الحجرة
    وذلك من داخل المسجد فقالت في المسجد لاتصال الرحبة به أو دخلوا المسجد لتضايق الموضع بهم،
    وإنما سومحوا فيه، لأن لعبهم بالحراب كان يعد من عدة الحرب مع أعداء الله تعالى فصار عبادة بالقصد كالرمي، قال تعالى جل جلاله: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
  • وقال الشيخ ابن عثيمين في كتابه في الأصول: إقراره الحبشة يلعبون في المسجد من أجل التأليف على الإسلام.

وفي نهاية مقالنا اليوم نقترح عليكم أيضًا التعرف على حكم الصلاة بلبس ضيق “دار الإفتاء تجيب”

المقالات المتعلقة

اترك تعليقك

الأكثر مشاهدة

Scroll to Top