دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب تعتبر من أفضل الطرق لإظهار الحب للغير ، ويجب الإشارة إلى أنه من الأفضل المبادرة لهذا الفعل دون الطلب مع جواز الطلب أيضاً من الآخر شريطة مراعاة ألا يعتاد الإنسان طلب الدعاء من غيره ويتخلّف عن فعله بنفسه.
دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:
“مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ” رواه مسلم،
وفي رواية له عن أبي الدرداء مرفوعاً: “مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ”.
قَالَ الله تَعَالَى:” وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ” [الحشر:10]،
وقال تَعَالَى: “وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ” [محمد:19]،
وقال تَعَالَى: “إخْبَارًا عَن إبْرَاهِيمَ ﷺ: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ” [إبراهيم:41]
أكَّدت الصحابية الجليلة أم الدرداء رضي الله عنها لزوج ابنتها الدرداء -وهو عبد الله بن صفوان-
هذه الدعوة مستجابة، فعن عبد الله بن صفوان رضي الله عنه قال: قَدِمْتُ الشَّامَ،
فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها،
فَقَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ هذا الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ،
فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ،
عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم؛ برقم: [2733]).
فضل دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب :
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ،
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي.
فَقَالَ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ”،
فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ،
قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟”،
فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ” رواه ابن حبان في “صحيحه” وحسنه الألباني (صحيح ابن حبان؛ برقم: [7111]). - استجابة الدعاء وتوكيل الله سبحانه وتعالى ملكاً في مَن عنده فيقول للداعي: ولك بالمثل، وذلك تصديقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ) [حديث صحيح].
- الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإحياؤها، ومن أحيا سنة محمدية فله أجر من عمل بها لا ينقص من أجره شيئاً، فالنبي كان يدعو لأصحابه وزوجاته وأمته من بعده.