إن سورة الكهف من الصور المكية، وهي إحدى السور الخمسة التي تبدأ بـ”الحمد لله” مثل سور: الفاتحة، والأنعام، وسبأ، وفاطر، وفي هذا المقال سنقدم لكم شرح سورة الكهف .
شرح سورة الكهف
جاءت في سورة الكهف 4 قصص فيها الكثير من العبر، وهذه القصص هي:
-أهل الكهف.
-صاحب الجنتين.
-موسى عليه السلام والخضر.
-ذو القرنين.
وتجمع قصص سورة الكهف الأربع الفتن الأربع في الحياة، وهي
-فتنة الدين، والتي جاءت في قصة أهل الكهف.
-فتنة المال، والتي ذُكرت في قصة صاحب الجنتين.
-فتنة العلم، والتي جاءت في قصة موسى والخضر.
-فتنة السلطة، والتي اتضحت في قصة ذو القرنين.
ولهذا فأن قراءة أول ثلاث آيات من سورة الكهف، وكذلك حفظ أول 10 آيات منها، وقراءة العشر الآواخر منها تعصم من فتنة المسيح الدجال
كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأن المسيح الدجال سيحاول فتنة الناس بهذه الفتن الأربع، والآن سنعرض لكم شرح هذه القصص الأربع:
يمكنك كذلك معرفة: تفسير سورة الكهف كاملة بالتفصيل
قصة أهل الكهف
وتحدثت هذه القصة عن فتنة الدين من خلال الفتية الذين هربوا من الملك الظالم إلى الكهف حفاظًا على دينهم، وهنا حدثت المعجزة عندما ناموا في الكهف 300 سنة و9 أيام، وعند استيقاظهم أصبحت القرية كلها على التوحيد، وجاءت بعد هذه القصة آيات توضح طريقة العصمة من فتنة الدين:
“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا” من الآية: 28 : 29
وبهذا تكون العصمة من فتنة الدين بتذكر الآخرة والصحبة الصالحة.
قصة صاحب الجنتين
وهذه القصة تتحدث عن فتنة المال، من خلال صاحب الجنتين الذي رزقه الله بكل شيء فكفر هذا الرجل بأنعم الله وأنكر البعث، فعاقبه الله تعالى بهلاك الجنتين، ثم تأتي آيات توضح كيفية العصمة من هذه الفتنة:
“وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ
الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ
أَمَلًا” من الآية 45 : 46،
وبالتالي تكون العصمة من هذه الفتنة بتذكر الآخر وفهم ماهية الدنيا.
قصة موسى والخضر
وهنا تتضح فتنة العلم من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، فظن سيدنا موسى أنه أعلم أهل الأرض
فأوحى الله له بأنه يوجد من هو أعلم منه، ولذلك ذهب للقائه للتعلم منه،
وبالتالي فأن العصمة من فتنة العلم تكون من خلال أن يكون الإنسان متواضع ولا يغتر بكثرة علمه،
وآية كيفية العصمة من هذه الفتنة في هذه القصة: “قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا” آية 69.
قصة ذو القرنين
وتوضح هذه القصة فتنة السلطة فكان ذو القرنين ملكًا عادلًا يمتلك
العلم،
وكان يستطيع الانتقال من مشرق الأرض إلى مغربها داعيًا لله،
وينشر الخير ويساعد الناس في حل مشاكلهم حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فساعدهم في بناء سد ليبعد ويمنع يأجوج ومأجوج عنهم، وتتضح كيفية العصمة من هذه الفتنة في هذه الآيات:
“قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا
* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعًا” من آية 103 وحتى 104،
وبهذا تكون العصمة من فتنة السلطة بالإخلاص لله في
جميع الأعمال وتذكر الآخرة.
وتوضح آخر آية من سورة الكهف كيفية العصمة من الفتن
من خلال تذكر اليوم الآخرة: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا” آية 110.
اقرأ أيضًا: فضائل سورة الكهف