تعد قصة سيدنا يونس في بطن الحوت من أروع قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم ، حيث بعث الله يونس عليه السلام إلى نينوى في العراق لهدايتهم لعبادة الله وحده لا شريك له ، لكنهم كفروا برسالته وكذبوه وأصروا على عبادة الأصنام.
قصة سيدنا يونس في بطن الحوت
- ظل نبي الله يونس يدعو قومه لعبادة الله الواحد القهار 33 عاما ، لكن لم يؤمن معه سوى رجلين فشعر نبي الله باليأس فترك قومه وخرج من بلدته دون أن يأذن الله بذلك ظنا منه أن الله تعالى لن يؤاخذه على هذا الخروج
- قال الله تعالى: ” وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ” سورة الأنبياء آية: 87-88
- بعد خروج يونس من بلدته حل بأهلها عذاب الله خرج فغشيتهم السحب السوداء ودخانها وأصابهم الخوف وظلوا يبحثون عن نبي الله يونس ليرشدهم إلى طريق التوبة ولكن لم يجدوه
- أتي القوم لشيخ كبير وسألوه عما يجب أن يفعلوا فأرشدهم لطريق التوبة لله تعالى فجمعوا أنفسهم وكل ما يمتلكون ضارعين لله أن يصرف عنهم العذاب ويتوب عليهم فتاب الله عليهم وقبل إيمانهم
قصه سَيدنا يونس في القرآن
- خرج يونس من نينوى وركب مع قوم سفينتهم، حتى وصلت بهم لعرض
البحر فتمايلت السفينة ولم يجدوا سبيلا للخلاص سوى بإلقاء أحدهم
في البحر تخفيفا للحمل ، وبالفعل اقترعوا على من يلقي بنفسه في البحر فخرج سهم يونس عليه السلام. - فلما التمسوا فيه الخير والصلاح أعادوا القرعة ثلاث مرات وفي كل
مرة كان يخرج سهم يونس فلم يجد نبي الله عليه السلام إلا أن يلقي
نفسه في البحر وظن بالله خيرا أنه سينجيه وبالفعل إلتقمه حوت أرسله الله. - لما صار يونس في بطن الحوت ظن أنه مات لكنه استطاع تحريك يديه
وقدميه فتحرك وسجد شاكرا لله أنه لم يصاب بمكروه ومكث.
آية يونس في بطن الحوت
واستكمالًا لقصة سيدنا يونس:
- مكث نبي الله في بطن الحوت ثلاث أيام سمع خلالها أصواتا غير مفهومة
فأوحي الله له أنها تسبيح مخلوقات البحر فأقبل يونس على تسبيح الله
قائلا “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”. - فأمر الله الحوت بقذف سيدنا يونس على اليابسة وأنبت له شجرة يقطين
يستظل بها ويأكل من ثمارها حتى نجاه الله. - وعندما عاد يونس عليه السلام إلى قومه في نينوى حيث قومه فوجدهم
مؤمنين بالله تعالى فمكث معهم حينا من الدهر، وهم على حال الصلاح
والتقى، يقول الله تعالى في سورة الصافات الأيات 147- 148:
“وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ”. - ولكن حين عادوا إلى ضلالهم وكفرهم مرة أخرى أنزل فيهم عذاب الله
تعالى فأخذهم جميعا ودمر مدينتهم ليصبحوا عبرة لمن خلفهم ودمرت مدينتهم.
وختاما فإن الدروس المستفادة من قصة يونس هو أنه كان عليه أن يصطبر على قومه وعدم الاستعجال والغضب وكذلك التمسك بصيغة التسبيح التي رددها يونس في بطن الحوت فهي جامعة شاملة للتوحيد والتسبيح ولم يدع بها رجل مسلم إلا قد استجاب له الله كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم