إن الله يبسط رزقه أو يمسكه عن عباده لحكمة عنده وحده، وفي الإنجاب رزق، ولكن يعطي الله الرزق للعباد وعليهم الاعتناء بهذا الرزق على أكمل وجه، وليعلم بنو البشر أن الرزق بيد الله، يملكه هو وحده، فالأبناء ليسوا ملكًا لأهليهم، ولكن هم عباد الله، ومن هنا يلجأ الكثيرون إلى تحديد النسل أو الإنجاب رغبة في تنشئة أبنائهم على أكمل وجه، فما حكم تنظيم النسل ؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.. فتابعونا.
حكم تنظيم النسل
لا مانع شرعًا من استعمال أي وسيلة من وسائل تنظيم الحمل، بغرض المباعدة بين الحمل والآخر، أو الاكتفاء بعدد معين للأطفال؛ حفاظًا على سلامة تنشئتهم في بيئة حسنة، وحفاظًا على صحة الأم من كثر الإنجاب، والحمل، والرضاعة.
أما عن منع الحمل نهائيًا باستئصال الرحم -على سبيل المثال- فهو لا يجوز إلا في حالة المشقة الزائدة على الأم، وفي هذذه الحالة يجب اتباع ارشادات الطبيب المختص.
هل يجوز قطع الإنجاب بسبب الفقر
إن ما جاء من نص صريح في القرآن الكريم جاء حول قتل الأبناء خشية من الفقر، حيث يقول الله تعالى في سورة الإسراء: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (الإسراء: 31) وفي حالة الفقر فعلى المؤمن أن يحتسب ويصبر، ويعلم أن الرزق بالمال أو العيال بيد الله وحده، يقول سبحانه وتعالى في سورة النور:
“وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ”
ولكن علينا أن نشير إلى أن الله تعالى يقول في سورة هود: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا“، ومع هذا فقد أمرنا الله بالتفكر، فهو لم يلزم المؤمنين بإنجاب عدد معين من الأطفال، ولكن أمرنا الإسلام بالتكاثر والتناسل لمن كان مستطيع ففي الحديث النبوي عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»
رواه أبو داود والنسائي.
عزل الزوج عن زوجته خشية الإنجاب
أباح أهل العلم عزل الزوج عن زوجته خشية الإنجاب وفقًا لما ورد عن الرسول -صل الله عليه وسلم- في سنته، والعزل هو قذف المني خارج الرحم؛ تجنبًا لحدوث حمل، وهو جائز وفقًا للسنة النبوية، وفي تالي أهم ما ورد في السنة حول هذا الأمر:
-
ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وآله وسلم وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ” متفق عليه. -
وروى مسلم: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم،
فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمْ يَنْهَنَا”. -
ويقول ابن قدامة -رحمه الله- في المقنع: “لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها” أي أنه لا يحق لرجل أن يمنع زوجته من الإنجاب إذا كانت لا ترغب في هذا.
عدم الرغبة في الإنجاب حرام
إن عدم الرغبة في الإنجاب ليس حرامًا، ولكنه أمر موضع خلاف بين الفقهاء، وأهل العلم، فمنهم من أجاز ذلك شريطة الاتفاق بين الزوج والزوجة، ومنهم من وجد فيه كراهية، ولا يوجد في القرآن الكريم نص صريح يحرم منع الإنجاب، ومسألة الإنجاب من عدمه أمر بيد الزوجين، فإن كانا غير مؤهلين لتربية الأبناء ففي عدم الإنجاب خير لهم، حيث يقول الله تعالى:
-
«يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا
وقودها الناس والحجارة» -
«وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها»
-
فيما روى أبو داود عن الرسول -صل الله عليه
وسلم-:«كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت»، أي من يعول.
هل يجوز تحديد النسل أم حرام دار الإفتاء المصرية
-فيديو مناسب للباقة-
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى حكم استعمال وسائل تنظيم الحمل، وحكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال، والآن: يمكنك التعرف إلى المزيد بالاطلاع على: هل الاكتفاء بطفلين حرام؟.