يعد الدعاء من أهم العبادات، فهو حبل الوصل، والمناجاة بين العبد وربه، وقد أمرنا الله بالدعاء،
في كل أمور دنيانا، ولقضاء جميع حوائجنا، وهو من العبادات الفريدة، فلا مانع، ولا حائل، ولا وسيط،
فيها بين العبد وربه، ويعد الدعاء من أنفع الأسباب لتحقيق كل حوائج العبد، وهو نافع بكل حال،
ولا سيما إذا روعيت آدابه، واليوم نستعرض دعاء الزواج وأصله في السنة وآداب الدعاء.
دعاء الزواج وأصله في السنة
- لا يوجد دليل، في جميع ما روي من أحاديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عن دعاء مخصوص
للزواج، مرتبط بصيغة معينة أو وقت محدد، ولكن أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم، بالدعاء إلى الله لتيسير
الزواج، والرزق بالزوجة الصالحة، أو الزوج الصالح، دون تقيد بصيغة معينة،فكل عبد، له الحرية أن يناجي ربه
بما يدور في صدره من كلمات، وأمنيات، مع ضرورة استحضار حسن الظن واليقين في الله. - ومما يدل لمشروعية دعاء الإنسان بما يشاء ما في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه. رواه أبو يعلى.
- وفي رواية أخريعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِيَسْألْ أحَدُكُمْ رَبّهُ حَاجَتَهُ كُلّهَا حَتّى يَسْألَ
شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَع.رواه الترمذي. - وقد حثنا نبينا الكريم على الإقبال على الزواج سواء بالدعاء أو العمل، وجاء ذلك فيقوله صلى الله عليه
وسلم: ثلاث حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذيوالإمام أحمد في المسند وغيرهما. - وإن كان قد ذكر الدعاء الذي يدعى به للمتزوج عند تهنئته بالزواج، والذي جاء في سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ.
- وهناك أيضًا الدعاء الذي يقوله المتزوج عندما تزف إليه زوجته، فقد جاء في سنن أبي داود عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ.